نهاية

>> الأحد، 11 دجنبر 2011

لم يغمض له جفن، سرى خذر طفيف جسده، سرح عبر التجاويف، تذكر حينها سنوات النوم النيئ، ابتلع ريقه، و اغرق راسه في الوسادة،.


في الصباح، بلع ريقه عند الاستيقاظ، سكب كاسا من القهوة السمراء، سرحت عبر التجاويف، تقلقل بطنه، عاود ابتلاع ريقه، و غرق في الشارع.


رائحة شواء الكودرون اقتحمت جسده، تسلطت الشمس عليه، طاف طوفتين او ثلاث، دفل ريقه، أفل مدبرا ، انغرز راسه بالوسادة ،

طاف الجسد ردحا، جاهد لبلع ريقه، انتفض، و سكن.


في الصباح، و طوال النهار، سادت رائحة شواء الكودرون، و توهجت الشمس، و لم يظهر.

Read more...

السيد بنكيران، زيد دردك، و عاود دردك...او زيييييد درررررررردك

>> الثلاثاء، 14 يونيو 2011



كتبها: احمد زهير




اشارت تغطيات صحفية متعددة، الى ان السيد عبد الاله بنكيران، الامين العام لحزب العدالة و التنمية، الذي بدا منتشيا بحدث اقدام فؤاد عالى الهمة لاستقالته من مهامه الادارية بحزب الاصالة و المعاصرة، خاطب جموع المحتشدين في المهرجان الخطابي باكاير قائلا : " كون كان الاخوان سخنوا الطرح، لنضت ندردك " ، و الحقيقة ان نوعية هذا الخطاب يمتح من جهاز مفاهيمي غريب عن الساحة السياسية ككل، فما بالك بخطاب يطلب من الاخوان، المفروض انهم متدينون، بتسخين الطرح، للسماح لزعيمهم بالدرديك.


واذا كان من حق بنكيران ان يدردك كما يشاء، و باخوانه باصطحاب الدفوف و لم لا اطعارج و البنادر و الدرابك و تسخين الطرح للزعيم لكي يمارس الدرديك و الانتشاء، فانه من حقنا كذلك ان نسائل زعيم العدالة و التنمية عن طبيعة الدرديك الذي سيقوم به، هل هو درديك فوق القعدة، و ما يصاحب ذلك من تلواز و تحريك المؤخرة يمينا و شمالا، كعادة الشطاحة و رواد الكباريهات و النوادي الليلية، التي يرى حزبه انه حرام ارتيادها، و يجب اغلاقها.. ام انها درديكة دينية صوفية، لا علمانية، تحاكي الرقص الصوفي، فتكون نوعا من انواع الذكر، فيقوم بالدوران و هز الكتف، و ربما يبلغ به الوجد و محاولة الاندماج مع الذات الالية الى لبس تنورة واسعة ، على الطريقة المولوية المحددة في رقص الدراويش، فيقوم بالدوران بسرعة ليصل الى منزلة الكمال، و يفنى جسده و ينسلخ عن الحياة الدنيا، و ينسى الهموم التنظيمية و المنعرجات السياسية.. الا انه ،للاسف، فالدوران وهز الكتف لا ينتج عنه درديك، لذلك ربما ، انطلق السيد الزعيم، من الاية القرانية الموجهة الى سيدنا ايوب و التي تقول، " اركض برجليك " و الركض، ربما عند السيد الزعيم هو نوع من الدرديك المتدرج..او ربما ان الزعيم سيدردك بطريقة رفع رجل و انزال اخرى، حتى يبرر ذلك فقهيا، الم يفسر البيهقي قول الرسول صلى الله عليه و سلم، : انت اخونا ومولانا فحجل" ففسر الامام حجل بكونها " ان يرفع رجلا و يقفز على الاخرى من الفرح، فاذا فعله الانسان فرحا بما اتاه الله تعالى من معرفته او سائر نفسه فلا باس، و ما كان فيه تثن و تكسر حتى يباين اخلاق الذكور فهو مكروه لما فيه من التشبه بالنساء" و زعيمنا بعيد عن ما جاء في الفقرة الاخيرة، فهو لا يشمت في الاخرين و لا يفرح من ماسيهم كعادة نساء الحي..


غريب امر زعيمنا هذا، الذي يشمت باعدائه الى حد الخروج عن الضوابط الدينية، التي يتبناها حزبه ، فالرقص و الدرديك، حتى و ان كانا من باب المجاز لا التطبيق يهد الايمان، الم يقل الاما م الاصفهاني ، " و اما الرقص و التصفيق فشان اهل الفسق و الخلاعة، لا من شان من يحب الله و يخشاه"


وربما ان مهام السياسة و الشماتة لم تترك لزعيمنا الديني فرصة الاطلاع على ما قاله الإمام المجتهد عز الدين بن عبد السلام في كتابه (قواعد الأحكام في مصالح الأنام) " ، اما الرقص والتصفيق فخفة ورعونة، مشبهة لرعونة الإناث، لا يفعلها إلا راعن أو متصنع كذاب، وكيف يتأتى الرقص المتزن بأوزان الغناء ممن طاش لبه وذهب قلبه"


الا ان المثير هو ما اضافه الزعيم في نفس المهرجان حين قال" اوصيكم في حياتي و مماتي بالتشبث بالملكية، و بالملك، لانه الشريف ديالنا " ليتناص كلامه مع العيطة التي تقول " زيد دردك ..عود دردك..أو زيد دردك .. عاود دردك.. زيد دردك...أو زيييييييد دررررررك..
أها ها ها ولد عمي...أهاااااهااا ولدي عمي ..ولدعمي..ولد عمي...


سيدي بنكيران، لا يسعني الا ان اقول لك، ..عاود دردك زيد دردك...أو زيييييييد دررررررك، و كل عام وانت تدردك



Read more...

غزة تذكي روح المقاومة لدى الشعوب العربية

>> الاثنين، 29 دجنبر 2008

كثل من اللحم المتناثر.. لحم بشري ساخن تتصاعد رائحة الشياط  الحارقة من ثنياته، منشور بشكل عشوائي على الطرقات و الازقة و تحت انقاض البنايات المنهارة، اشلاء جثث يصعب تحديد هوية اشخاصها، و رؤوس متطايرة هنا و هناك ، و اطراف بشرية مبعثرة بعيدا عن مواقع القصف، و شلالات  دماء حارة  تنسكب على الامكنة و النواحي، و صراخ الاطفال و زعيق سيارات الاسعاف تمتزج  بعويل النساء و دموع اليتاما و  الثكالى، و صفير الصواريخ الاسرائيلية و دوي القنابل المختلفة الاحجام و الانواع، و منازل اهلة بالسكان  تهوى،  و مساجد تدمر.. مشاهد دموية  تتكرر كل لحظة، لماساة كبرى تتعرض لها غزة و منذ السبت الماضي ، في صورة قاتمة  لواقع الحال ، و هي صورة ستتكرر بلا شك مرات و مرات، طالما ان عوالم الشرق الجديد الذي تدعو اليه امريكا و حليفتها الاستراتيجية اسرائيل و طاقم كبير من الحكام العرب يتزعمهم النظام المصري ، و كذا انظمة السعودية و الاردن و المتخندقين مع ابو مازن و فلول من باقي الانظمة العربية الاخرى ضمن محور التخادل لم  تتحقق بعد.

غزة هذه المرة هي الواجهة الاولى، و ابناء غزة يدفعون الان ضريبة  هذا المخطط و ذلك بعد فشل تطبيقه انطلاقا من لبنان.

سكان عزة العزل الممنوعين من الادوية و الاكل و ابسط لوازم الحياة ، و الممنوعين من حق اكتساب اسلحة للدفاع عن انفسهم يدفعون ضريبة المقاومة و الممانعة للمخططات الامريكية الصهيونية ،  بينما يرفل حكامنا في رغد العيش، و ينزون في قصورهم و سراياهم يراقصون الغانيات، و ينتظرون توجيهات البيت الابيض، المقدس لديهم طبعا، و قد بدوا عاجزين حتى عن عقد مؤتمر عربي على الرغم من انه عديم الفائدة.

ربما ستنتصر اسرائيل و عملائها في المنطقة في هذه الحرب لعدم تكافؤ القدرات، و لكنها في المقابل عملت من حيث لا تدري عل اذكاء روح المقاومة لدى الشعب العربي برمته، و افرزت هوة كبرى ما بين الشعوب العربية و حكامها ..  قد تنتصر اسرائيل في الميدان، لكنها لن تجثث روح المقاومة و الصمود ، بل ستزداد فتيلتها اشتعالا.

Read more...

غزة محاصرة ما بين دبابات إسرائيل و بنادق حرس الحدود المصريين

>> الأحد، 28 دجنبر 2008

فيما بدا طوقا محكما يحاصر ساكنة غزة المناضلة، ضغط و قصف جوي من الطائرات الإسرائيلية، و استعداد لهجمة برية بدأت معالمها الشرسة تتوضح بين ساعة و أخرى،  و بنادق مصرية عربية على أهبة الاستعداد لتفريغ حمولتها الغادرة في صدور الفلسطينيين الراغبين في عبور معبر فرح أو بوابة صلاح الدين ، بحثا عن امن مؤقت، أو فرص علاج و تطبيب، أو احتماء من كثافة الغارات الإسرائيلية،  ليتضح للعيان أن هناك اتفاق ضمني  لعزل ساكنة غزة و نصب كماشة تضيق مع مرور الوقت ، تسحق آخر قبسات المقاومة لدى الشعب الفلسطيني.. في سيناريو محبوك و غادر ما بين القوات الإسرائيلية و النظام المصري المعاكس لمطامح شعبه.

و بالفعل فقد أرضت البنادق المصرية الغادرة احد الشبان الفلسطينيين  بعد محاولته تجاوز الحدود الوهمية، و ذلك بعد لحيظات من نجاته من لهيب الغارات الإسرائيلية الطاحنة على المعبر، كما أشارت التقارير الصحافية الواردة من المعابر أن جموع عديدة من الفلسطينيين تدفقت على المعبر اتقاء من الغارات المكثفة التي شنتها القوات الإسرائيلية بالقرب من المكان، و أكدت نفس التقارير أن هذه الجموع عادت على عقبيها بعد مقابلتها بوابل من الرصاص المصوب من طرف الجنود المصريين في منعطف ميداني خطير يؤشر على انهيار القيم العربية و تحول في علاقة الجندي بأخيه الفلسطيني.

و من البديهي أن الجنود المصريين يتصرفون و فق الأوامر العسكرية الصادرة إليهم من طرف قيادتهم العليا، المرتبطة بالتوجهات السياسية للنظام المصري، المندمج في محور الهدنة و الاستسلام،  و الشريك الأساسي في بناء الشكل الجديد للعالم و الذي تسعى كل من إسرائيل و أمريكا في وضع لبناته.

و المطمح الرئيسي لكل العرب، هو أن تتحرك الجماهير الشعبية في مصر الإباء لردع النظام المصري و تلقينه درسا في المواطنة و العزة..

شخصيا أصبت بإحباط نفسي كبير: مصر المقاومة، مصر النصرة، مصر التاريخ و العمق الاستراتيجي الجذري و النوعي تفتح النار على مواطنين فلسطينيين و تساهم في حصار غزة، يا للخسة و العار لنظامها العميل.

احمد زهير

Azouheir.blogspot.com

 

 

 

Read more...

لائحة المكتب المحلي المنبثقة عن الجمع العام التاسيسي

>> الجمعة، 26 دجنبر 2008

تم يوم الاحد 21 دجنبر تاسيس فرع محلي للمركز المغربي لحقوق الانسان، و ذلك بعد 3 اشهر من الاعداد الهيكلي و التنظيمي من طرف اعضاء اللجنة التحضيرية، تاسيس الفرع باليوسفية من شانه تعميق الوعي الحقوقي بالمدينة و مواجهة كافة الاختلالات التي تقع في هذا المجال

و قد انتخب الجمع العام 9 ناشطين حقوقيين وزعوا المهام بينهم على الشكل التالي: 

ر . ب

الصفة

الاسم الكامل

1

الرئيس

احمد زهير

2

نائبه

لحسن الفينو

3

الامين

الحسن بلخالدي

4

نائبه

فاطمة وحيد

5

الكاتب

صلاح الدين شوبان

6

نائبه

مصطفى مرابطي

7

المستشارون

عبد الرحيم يامة

8

لحسن بسكاتي

9

رشيد المقتاني

 

Read more...

بطل مغربي سابق في رياضة حمل الأثقال يتوسل للحصول على عمل

>> الأربعاء، 17 دجنبر 2008


بعضلات قوية، وقبضة فولاذية، و بنية رياضية صلبة، يستجدي بطل المغرب السابق في رياضة حمل الأثقال خلال التسعينات و بداية الثمانينات للحصول على عمل يسد رمقه،  يمكنه من الانفلات  من ذل « الموقف » و هوان تفريغ شاحنات نقل أكياس الدقيق..

يتوسل السيد عبد الفتاح الجاحيظي ( من مواليد 1969 ) من الجهات المختصة التدخل لإيجاد عمل له يقيه وأبنائه الثلاثة آفة الفقر و يدفع عنه وزر الإملاق و الاستجداء و الوقوف المهين  ب « الموقف »  في انتظار فرص عمل عابرة بأوراش  البناء أو غيرها من الأعمال التي تتطلب مجهودا عضليا كنقل البريك ( الياجور ) وتفريخ شاحنات نقل أكياس الدقيق من حمولتها و هي الإعمال التي تنهك الجسد و تسلب البطل كرامته ولا توفر إلا دريهمات معدودات لا تكفي لتوفير المتطلبات الرئيسية للعيش، مع ما يصاحب ذلك من ذل و هوان لارتباط الوقوف ب « الموقف » بممارسات اقرب إلى نظام السخرة التي تغتال ما تبقى من كرامة البطل الذي ألف عبارات الإعجاب و التصفيق و الثناء.

و السيد عبد الفتاح الجاحيظي يعتبر  توسله « مشروعا » بالنظر إلى المجهودات التي قدمها للوطن في مجال رياضة حمل الأثقال و  بناء الأجسام و في كل المجالات المرتبطة بهذه الرياضة من تألق في الحلبة باعتباره بطلا للمغرب في رياضة حمل الأثقال طيلة فترة الثمانينات ، و الجزء الأول من التسعينات ، حيث سيطر على مجرياتها على الصعيد الوطني و حصد اغلب الألقاب الوطنية سواء تلك المتعلقة بالبطولات الوطنية أو كؤوس العرش أو ألقاب الدوريات و المباريات الحبية بمختلف المحافل الوطنية في وزن اقل من 65 كلغ، و لعب تحت يافطة نادي اولمبيك اليوسفية ثم الكوكب المراكشي فوداد اليوسفية قبل أن يختم مشواره مرة أخرى كرباع بنادي اولمبيك اليوسفية،  وتألق في مجال التسيير حيث تقلد في وقت سابق منصب الرئيس بالنيابة  لعصبة الجنوب و عضو المكتب الجهوي في رياضة بناء الجسم لجهة دكالة عبدة، كما ترأس عدة أندية خاصة في مجال بناء الأجسام،  و مارس التدريب حيث اشتغل لعدة سنوات كمساعد مدرب لنادي اولمبيك اليوسفية بمبلغ لا يتجاوز 300 درهم شهريا، و مدربا للعديد من الأندية المحلية ، وهو يتوفر على شواهد في هذا المجال اقلها دبلوم الاتحاد العربي للثقافة البدنية ( 1997 ) من دون أن ينعكس تعدد المهام هذا على مستواه المعيشي المتدني و دون أن يظفر بمنصب كيفما كانت طبيعته يقيه ذل الاستجداء و الهوان.

و إذا كان اغلب الرياضيين يحلمون باللعب في المباريات الدولية و يتوقون لمغادرة ارض الوطن و البحث عن النجومية و الأضواء فان الجاحيظي ، و على العكس من ذلك، وقع و « بطواعية المكره » على التزام للجامعة يترجى فيه ، حسب تصريحاته، إعفائه من المباريات و التداريب و التكوينات التي تقام خارج ارض الوطن لكون غيابه عن أسرته يجعلها و بشكل مباشر في مواجهة الجوع باعتباره المعيل الوحيد لها، و لكون دخلها المالي  مرتبط بالعائدات اليومية التي يجنيها من الموقف و التي لا تكفي حتى لتوفير الحاجيات الأساسية ليوم واحد و ، يقول عن ذلك « أنا أكافح و اشتغل طيلة النهار من  اجل الحصول على مبلغ يتراوح ما بين 20 درهما إلى 40 درهما في أحسن الأحوال، اشتري بها المواد الرئيسية و بالتقسيط، حيث اقتني منها 3 كيلو دقيق، و نصف لتر زيت، و بعضا من السكر و اتاي ، و بالكاد اجمع ما يكفي لأداء واجبات الكهرباء و الماء و ملابس الأبناء ، خصوصا وان فرص العمل لا تتوفر إلا لماما ، وجحافل الباحثين عن العمل أكثر من الفرص المتاحة، مما يجعلني في إفلاس شبه تام، فكيف يمكنني الابتعاد ولو مؤقتا عن أسرتي و المشاركة في تداريب أو بمباريات خارج ارض الوطن تتجاوز مدتها الأسبوع، و اترك أسرتي في مواجهة الموت المحقق » و لذلك السبب، لم يتمكن الجاحيظي من المشاركة في بطولة العالم للقوة البدنية التي أقيمت بانكلترا في سنة 1992 و ذلك بعد أن اتصل به احد المحتضنين ( علي  م ) و أكد له انه سيتكلف بمصاريف إقامته و سيهيأ له الأجواء لقضاء فترة تدريبية بنفس البلد طيلة ثلاثة أشهر حتى يتمكن من الحصول على إحدى المراكز الهامة بالبطولة و التي يبدو من خلال المؤهلات البدنية و التقنية التي يتوفر عليها أنها في متناوله ، لكن الجاحيظي اعتذر عن ذلك لكون العقد لا يشير إلى تكفل المحتضن بأسرته، ثم عاود نفس الشخص الاتصال به في 1996 لكي يشارك في بطولة العالم في نفس الرياضة بالولايات المتحدة الأمريكية  لتحول نفس الأسباب دون قيامه بذلك.

هذا وقد تحولت البنية القوية لهذا البطل مع قصر ملحوظ في قامته إلى تنذر محزن بمدينة اليوسفية، حيث انه وأثناء قيامه بتفريغ شاحنات الدقيق من حمولتها يكتفي بارتداء صدرية تكشف عن قوة عضلاته، مما يثير إعجاب و شفقة المارة على أمر بطل تنكر الكل لخدماته الرياضية ، وترك وحيدا يواجه متاعب الحياة، و يجثر الخيبة و المرارة وقد تحولت أمجاده و مختلف الميداليات و الكؤوس و الشواهد التي حاز عليها و التي كانت في لحظتها تشعره بالفخر و الاعتزاز إلى مجرد ذكريات تلهب حاضره و تشعره بكونه أهدر جزء من عمره في تحصيل كؤوس و ميداليات حديدية مطلية ببريق اصفر لا قيمة لها لا تنفعه في حاضره الآني و لا تكسبه عيشه.

 و الجاحيظي عندما يسرد حياته الرياضية يستقي كلماته من معجم متضاد ، ولا يشعر وهو البطل الحاصل على تعليم بسيط، انه ينسج ابلغ العبارات و التي يتجاور فيها  المجاز و الطباق و التضمين حيث تتأرجح جمله  ما بين الفخر و الهوان،  فخر ماضي سرعان ما اندثر، و هوان حاضر يجثر في كل لحيظاته ألامه و صراعه السيزيفي من اجل توفير لقمة العيش لأفواه متعددة و لبطون خاوية ترتكز عليه لجلب ما يسد رمقها و يبقيها على قيد الحياة 

  و اعز ما يحلم به الآن، وبعد مشوار قوي مع الألقاب، أن تتدخل الجهات المعنية و تمكنه من عمل شريف يضمن قوته، أو على الأقل مساعدته ماديا لفتح قاعة متخصصة في رياضة حمل الأثقال و بناء الأجسام، يقتات من عائداتها المادية، و يساهم في استمرار رياضة أحبها حتى أذلته.

احمد زهير

سبق نشره بجريدة الاحداث المغربية

Read more...

>> الاثنين، 15 دجنبر 2008

بالفيديو... الصحافي البطل ينهال على بوش بحذائه



Read more...

>> السبت، 13 دجنبر 2008

رسالة من المعتقلين الستة الى اوباما

توصلت المدونة عبر بريدها الاكتروني بنسخة من رسالة بعث بها المعتقلون الستة في قضية ما اصطلح عليه ملف بليرج  الى الرئيس الامريكي المنتخب اوباما، و يتعلق الامر بكل من السادة :  محمد المرواني: أمين عام حزب الأمة، و المصطفى المعتصم: أمين عام حزب البديل الحضاري ، و محمد الأمين الركالة: الناطق الرسمي باسم حزب البديل الحضاري،العبادلة ماء العينين: عضو المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية، و حميد نجيبي: عضو بالحزب الاشتراكي الموحد  و عبد الحفيظ السريتي: مراسل قناة المنار اللبنانية 

ننشرها كما وردت و بدون تعليق   

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

السيد بارك أوباما المحترم

رئيس الولايات المتحدة الأمريكية المنتخب 

بتاريخ 4 نونبر 2008، اختاركم الشعب الأمريكي رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية، وكان فوزكم تاريخيا من حيث نسبة المشاركة، ومن حيث الفارق مع منافسكم الجمهوري. لقد انتخبتم وتم منحكم أغلبية ساحقة في تعبير شعبي أمريكي على ما تمثلونه من أمل في التغبير. وبهذا التتويج، أصبحتم تتحملون مسؤولية كبيرة هي بحجم التحديات المطروحة أمامكم على مستوى بلدكم وعلى مستوى العالم.

السيد الرئيس:

بمناسبة انتخابكم رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية، آثرنا نحن مجموعة من المعتقلين السياسيين بالمغرب ومن القارة الأفريقية، أن نراسلكم مقدرين لكم ما عرف عنكم من حسن الاستماع والإنصات حتى لمن خالفكم الرأي، وآملين في نفس الآن أن نتمكن من الحصول على رد من جانبكم حول مضمون هذه المراسلة.

ربما قد تستغربون، بل لربما قد تتساءلون: لماذا حرصنا على مراسلتكم؟، والجواب:

أولا، لأن الولايات المتحدة الأمريكية فاعل أساسي ومؤثر على الساحة الدولية، وسياساتها إما أن تكون صالحة وعادلة فيستفيد العالم وشعوبه منها، وإما أن تكون فاسدة وظالمة فيتضرر العالم وشعوبه منها، وبالتالي فنحن معنيون بسياساتكم: إنها تؤثر فينا كما تؤثر فيكم، ويهمنا بالنتيجة أن تكون سياسات صالحة وعادلة لأنها ستختصر المسافات أمام العالم لتحقيق الاستقرار والأمن والعدالة والرخاء والسلام.

وثانيا، لأنكم اخترتم شعار"نريد التغيير" شعارا لحملتكم الانتخابية، وإننا نقدر أنكم، بهذا الاختيار، قد عبرتم بدقة عن انتظارات شعبكم وتطلعات شعوب العالم. إن اختياركم شعار التعيير كعنوان لمشروعكم السياسي يحمل دلالات ومعاني عميقة: إنه يبين، من جهة أولى، إدراككم للحصيلة الثقيلة التي تقفون أمامها بسبب النهج السياسي الذي سار عليه سلفكم. كما أنه يعكس، من جهة ثانية، إرادتكم التصحيحية، وهذا الإدراك وتلك الإرادة كانا يقفان وراء إصرارنا على مراسلتكم ولو من وراء القضبان.

السيد الرئيس:

بسبب المسار السياسي والأمني والعسكري الذي سار عليه سلفكم الرئيس بوش، أنتم اليوم ترثون إرثا ثقيلا جدا، تركة سلبية ثقيلة داخلية لبلدكم في المجالات المالية والصحية والطاقية وغيرها، أزمة مالية عالمية حادة، شرق أوسط مشتعل، شلال دم في العراق وأفغانستان، كراهية متصاعدة لسياسات الولايات المتحدة الأمريكية حتى في دول الاتحاد الأوروبي حليفكم التاريخي والاستراتيجي، مخاطر متنامية ومتعاظمة تهدد البيئة العالمية، والأسوأ من كل هذا وذاك هو تراجع الاهتمام العالمي بمسألة الديمقراطية وحقوق الإنسان وقضايا التنمية. والحال أن ترسيخ الديمقراطية وحقوق الإنسان وتعميم فوائد التنمية ومنافعها هو الحصانة الحقيقية ضد كل خطر يهدد الأمن العالمي.

هذه بعض الملامح الرئيسية للحصيلة التي ترثونها من سلفكم، وملخصها؛ عالم بدون أمن وبلا رخاء، عالم تتزايد فيه المخاطر مع مرور كل يوم وهو ما يستوجب تحركا سريعا لتصحيح الاختلالات. نعم، إنكم ترثون حصيلة الاختيارات الإيديولوجية والإستراتيجية لسلفكم والمتمثلة في تبني مقولات "صدام الحضارات" و"الفوضى الخلاقة" و"الحرب الوقائية" و"من ليس معنا فهو ضدنا" وغيرها من المقولات. وهي الاختيارات التي ترجمت على الأرض دماء ودموعا وفقرا وخوفا وكراهية وأزمات اقتصادية وتنموية.

السيد الرئيس:

هل تدركون لماذا نخاطبكم اليوم؟، لا نريد مزيدا من الدماء، نريد حقن الدماء. لا نريد مزيدا من الدموع، نريد عودة البسمة إلى أطفال العالم وشيوخه ونسائه. لا نريد مزيدا من الفقر والحرمان، نريد توزيع عوائد التنمية ومنافعها من أجل عالم محدود الفقراء أو بدون فقراء. لا نريد مزيدا من الإنفاق الحربي، نريد مزيدا من الإنفاق في التغذية والصحة والتعليم والسكن. نريد عالما بمؤشر تنمية بشرية مرتفع. لا نريد "صدام الحضارات"، نريد حوار الحضارات. لا نريد "الفوضى الخلاقة"، نريد الحلول البناءة والعادلة. لا نريد "حربا وقائية"، نريد عدالة عالمية حقيقية مبنية على العدل والإنصاف ولا صوت فيها يعلو فوق صوت القانون. لا نريد مزيدا من الاستبداد والهيمنة والانتهاكات الماسة بحقوق الإنسان، نريد مزيدا من الديمقراطية وحقوق الإنسان.

السيد الرئيس:

لقد تعهدتم في خطابكم الأول، بعد انتصاركم التاريخي، بمواجهة ثلاث تحديات، وقلتم: "حتى ونحن نحتفل الليلة، نعلم أن التحديات التي سيجلبها لنا الغد هي الأكبر في حياتنا: حربان، وأرض في خطر، وأسوأ أزمة مالية خلال قرن"، وعلقتم بعد ذلك بالقول: "نعم.. نستطيع" في إصرار واضح من قبلكم على ترجمة شعاركم الانتخابي: "نريد التغيير". ولم تتوقفوا عند هذا الحد، بل خاطبتم كل من يستمع إليكم في الولايات المتحدة الأمريكية وفي العالم بالقول: "إن قصصنا منفردة ولكن مصيرنا مشترك، وقد بزغ فجر جديد في القيادة الأمريكية". ومن أجل هذا الفجر الجديد، اختاركم الشعب الأمريكي رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية في رسالة واضحة منه على عدم رضاه على سياسات سلفكم بوش لأن سياساته لم تجلب له لا الأمن ولا العيش الرغيد. وهذا الفجر الجديد هو ما تتطلع إليه شعوب العالم: فجر الحوار والعدل والإنصاف والسلام والتعاون وتبادل المنافع والمصالح وتعميم فوائد التنمية وترسيخ الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان. الكل ينتظر سياسات جديدة تفتح أفقا للمستقبل، وتضع حدا للكراهية بين الشعوب وتشجع حوار الحضارات والثقافات وتؤسس لعلاقات دولية عادلة ومنصفة تحقيقا للسلام الدائم والعادل والشامل في العالم.

السيد الرئيس:

من أجل هذا الفجر الجديد، نتقدم إليكم بانتظاراتنا وتطلعاتنا:

أولا ـ إحداث ثورة ثقافية:

إن أحد أركان التغيير المطلوب، إن لم نقل شرط إمكانية تحققه ونجاحه، هو مراجعة المرجعية الإيديولوجية التي أطرت نهج سلفكم. فنحن نعيش في عالم متعدد الثقافات والحضارات، والمطلوب هو انفتاح هذه الحضارات والثقافات على بعضها البعض والتعارف والتحاور وتبادل المنافع والمصالح والخبرات فيما بينها. وهكذا نؤسس لعلاقة سليمة بينها ونضع أسس الحوار بين الحضارات بدل تصادمها، ونحقق التكامل بينها بدل تضادها وتنازعها. وهذا يفترض "تغيير الرؤية الأمريكية القائمة على تفضيل القيم الأمريكية في النظر إلى الحضارات الأخرى، فالأفضلية تقاس بميزان الحق لا بميزان القوة". إن القيم الكونية هي التي تنتج عن عملية المزج بين الحضارات والثقافات وهي ناتج التلاقح الإيجابي بينها، وهذا ما يعطي القيم الكونية.

ومن هنا دعوتنا إليكم إلى بناء جسر متين بين الحضارات والثقافات، وهذا هو مبتدأ التغيير بنظرنا. إن المطلوب أن نرى في الآخر مكملا لنا، لا أن نراه إما شرا أو عدوا أو مجرد تابع مطيع لا رأي له. إن المطلوب، أيضا، هو البحث عن جوانب الإيجاب في الحضارات والثقافات الأخرى والعمل على تقويتها بدل تضخيم جوانب السوء الصادرة عن أقلية عند الآخرين. وفي كلمة، إن المطلوب اليوم هو الإعلاء من شأن حوار الحضارات والثقافات.

ثانيا ـ إعادة الاعتبار والأولوية لمسألة الديمقراطية وحقوق الإنسان وقضايا التنمية في جدول الأعمال الدولي:

السيد الرئيس:

لقد أعطى سلفكم الأولوية للحرب على حساب الديمقراطية وحقوق الإنسان وتحديات التنمية والفقر، وبدون سعي جدي لحل القضايا الدولية الشائكة، وتحت عناوين "الحرب الوقائية" و"الضربات الاستباقية" وأطروحة المحاور "محور الخير في مقابل محور الشر" وغيرها، فتح سلفكم الرئيس بوش الباب على مصراعيه أمام التضييق على الحريات في العالم، فتزايدت الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان ولم تسلم حتى الولايات المتحدة الأمريكية ذاتها من ذلك. نعم، إنه من حق الولايات المتحدة الأمريكية أن تدفع على أمن مواطنيها، ولكن الدفاع عن الأمن لا يكون بشن الحروب وانتهاك الحقوق والحريات، بل بتدابير سياسية جدية ومسؤولة أولا وابتداء. إننا نقدر أن الحصانة الحقيقية للأمن العالمي تتمثل بنظرنا في ثلاثة عناصر: أولها، بترسيخ الديمقراطية وحقوق الإنسان، وثانيها، بإيجاد حل عادل ودائم وشامل لبؤر التوثر العالمي وفي مقدمتها تسوية القضية الفلسطينية، وثالثها، بتعميم فوائد ومنافع التنمية من أجل الحد من الفقر والتهميش والهشاشة. وإننا لن نعتقد صادقين أن ترسيخ الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان وصيانة الحريات وإعادة الاعتبار والاهتمام بقضايا التنمية هي طريق سيار وآمن نحو استعادة الأمن. وإننا لنأمل أن تضعوا سياسات حقيقة تعيد الاعتبار والاهتمام والأولوية للديمقراطية وحقوق الإنسان والتنمية المستدامة في العالم.

ثالثا ـ مراجعة وتصحيح السياسة الأمريكية في العالم العربي والإسلامي:

 السيد الرئيس:

لقد تابعت الشعوب العربية والإسلامية انتخابات 4 نونبر 2008 ويدها على قلبها، ولربما كانت أكثر الشعوب تطلعا إلى انتخاب رئيس جديد يغير وجه العالم بعد الذي أصابه بفعل سياسات سلفكم الخاطئة والظالمة لأنهم، بكل بساطة، هم أكثر من ضاق طعم تلك السياسات وتذوق مرارتها دماء ودموعا وضياعا وتشريدا وفقرا وحرمانا.

السيد الرئيس:

اسمحوا لنا في بداية هذا المحور أن نبدأ من منطقة المعرب العربي باعتبارنا مغاربة. لقد دام النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية لأكثر من ثلاث عقود دون أن يجد طريقه إلى الحل مما يعرقل جهود التكامل الإقليمي لما فيه المصلحة والمنفعة المغاربية, ومن هنا، فإننا نعتبر حل هذا النزاع وإنهاءه أحد الاختبارات الحقيقية لسياسياتكم الخارجية,

وحيث إن المنتظم الدولي قد انتهى به المطاف، بعد فشل العديد من مخططاته للتسوية، إلى إقرار مبدأ الحل السياسي المتفاوض حوله، فقد تفاعل المغرب إيجابيا مع هذا التوجه الأممي وبادر إلى طرح تسوية سياسية حضارية تمتع أهلنا في الصحراء المغربية من حكم ذاتي موسع، وفي نفس الآن، تصون السيادة المغربية على أرضه.

السيد الرئيس:

لقد لاقت مبادرة السياسة المغربية ترحيبا دوليا، وحتى أمريكيا، باعتبارها تمثل أرضية سياسية صالحة لتسوية نهائية عادلة ودائمة لهذا النزاع المفتعل في الصحراء المغربية. وعليه، فإننا نأمل منكم أن تترجموا هذا الارتياح الدولي والأمريكي إلى سياسة فعلية تسهم في التعجيل بالحل النهائي العادل والدائم لهذا النزاع المفتعل لما فيه مصلحة المنطقة المغاربية وشعوبها جمعاء. وإن الولايات المتحدة الأمريكية، بما تملك من إمكانات سياسية ودبلوماسية، لقادرة على الدفع بحل سياسي نهائي عادل ودائم على قاعدة المبادرة السياسية المغربية (مشروع الحكم الذاتي الموسع).

السيد الرئيس:

لم تعرف القضية الفلسطينية أي تحسن في عهد سلفكم الرئيس بوش، بل ازدادت معاناة الشعب الفلسطيني وازداد شهداؤه وجرحاه ومنفيوه ومبعدوه وأسراه. لقد تبنى سلفكم مقولة "الفوضى الخلاقة" وأطلق العنان للاحتلال الإسرائيلي ليقتل ويجرح ويعتقل ويشرد ويبعد دون حسيب ولا رقيب، بل واستعمل الفيتو الأمريكي ضد كل قرار دولي يدين اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني الأعزل. والأخطر من هذا وذاك أن سلفكم قام بخلط فظيع بين "الإرهاب" وبين المقاومة التي تعتبر حقا مشروعا كفلته الشرائع السماوية والوضعية للشعوب في مواجهات الاحتلال، وبهذا برر عدوان الاحتلال الإسرائيلي المتواصل المستمر على الشعب الفلسطيني وأعطى غطاء سياسيا للعدوان، وهي سياسة ظالمة بامتياز.

السيد الرئيس:  

نحن لا نطالبكم بتعيير صداقاتكم أو علاقاتكم الدولية، فذلك شأن يعنيكم كدولة ذات سيادة؛ ولكن نطالبكم بإنصاف الشعب الفلسطيني. إن سلفكم الرئيس بوش لم يكن منحازا للاحتلال الإسرائيلي فحسب، بل كان شريكا له في مختلف أعماله الحربية العدوانية على الشعب الفلسطيني الأعزل. كونوا على يقين، السيد الرئيس، أن احد مفاتيح الأمن والسلام في العالم هو إيجاد حل عادل ودائم وشامل للقضية الفلسطينية، والحل العادل والدائم والشامل هو إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وهذا هو إنصاف الشعب الفلسطيني، وهذا الإنصاف هو السياسة الصحيحة المنتظرة في فلسطين، وهو ما نتمنى أن تقوموا به.

السيد الرئيس:

كاد العدوان الإسرائيلي على لبنان في صيف 2006 ، وبدعم ومباركة إدارة سلفكم الرئيس بوش، أن يدخل منطقة الشرق الأوسط في أوزار حرب لا تبقي ولا تذر، دفع ضريبتها شعب لبنان من دماء شيوخه ونسائه وأطفاله ليصون استقلاله وسيادته.

وعليه، فإن استمرار الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية في الجولان السوري كما في مزارع شبعا اللبنانية سيظل من العوامل الرئيسية في تقويض الأمن والاستقرار في المنطقة. وهنا، فإننا نراهن على دور سياسي أمريكي صارم يقضي بجلاء شامل للاحتلال الإسرائيلي عن الأراضي العربية.

السيد الرئيس:

يدرك العالم اليوم أن شن حرب على دولة عضو في الأمم المتحدة كانت تحت مبررات واهية؛ فلا النظام العراقي كان يمتلك أسلحة الدمار الشامل، ولا ثبت أن له علاقة بتنظيمات "متطرفة". أما الأهداف التي قال سلفكم بوش أنه كان يسعى لها وهي تحرير العراق وترسيخ الديمقراطية، فلا نرى منها شيئا؛ لقد أضحى الشعب العراقي محتلا في أرضه ووطنه وضاع منه كل شيء، فلا استقلال أنجز ولا ديمقراطية تحققت، بل ترسخت بسبب سياسات سلفكم كل صنوف الطائفية المقيتة.. لا نرى في العراق اليوم سوى فوضى هدامة، نرى دماء ودموعا وثكالى وأيامي مشردين، نرى أدمغة العراق يلوذون بالفرار بسبب موجة العنف التي تطالهم، نرى هجرة متنامية إلى خارج العراق، نرى تراثا عراقيا إنسانيا عظيما قد تمت بعثرته وسرقته وتضييعه، وهذا وغيره للأسف ما يعاني الشعب العراقي منه ومن تبعاته ولربما لعقود طويلة.

السيد الرئيس :

إن تصحيح الخراب والدمار الذي تسبب فيه سلفكم الرئيس بوش بسياساته الخاطئة والمتهورة والظالمة هو أحد أوراش التغيير المطلوبة، وذلك بوقف معاناة الشعب العراقي وشلال الدم المنهمر من شرايين أبنائه، وبسحب الجيوش الأمريكية والأجنبية من العراق، على أن يتم العمل مع المنتظم الدولي وجامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي لرأب الصدع بين أبناء الشعب العراقي وتمكينه من إعادة إعمار أرضه واستعادة الأمن والاستقرار.

السيد الرئيس:

مع توالي الأيام، يتبين أن ما يسمى بالحرب على "الإرهاب" في أفغانستان هي حرب مكلفة ماديا وبشريا: الضحايا في تزايد من جانب الشعب الأفغاني وفي القوات الغازية. لذا نأمل منكم، السيد الرئيس، أن تعيدوا النظر في سياسة سلفكم الرئيس بوش في أفغانستان.

إن اللجوء إلى القوة ليس هو الحل. إن دفع خصمكم أو حتى "عدوكم" إلى الاعتدال يمر عبر الحوار لا عبر الإكراه والقوة، وما فعله سلفكم في أفغانستان لم يسهم أبدا في ترسيخ الاعتدال بل أنعش التطرف. لذا نأمل أن تعملوا، السيد الرئيس، على سحب قواتكم من أفغانستان، وإعطاء دور أساسي للمنتظم الدولي في المصالحة الوطنية بين أبناء الشعب الأفغاني واستعادة الأمن والسلام في أفغانستان، ودعوة الدول المجاورة إلى مساعدة الشعب الأفغاني في إعادة الإعمار، وترسيخ مقومات الدولة، وبناء المؤسسات الديمقراطية.

السيد الرئيس:

يعد الملف الإيراني من الملفات الثقيلة التي توجد على قائمة أجندتكم. ولقد خلف تصريحكم باعتماد آلية الحوار لحل الخلاف القائم مع إيران أجواء ايجابية لدى المراقبين والمتتبعين. إن منطق التصادم والعقوبات الاقتصادية المفرطة من قبل إدارة سلفكم بوش لم تفض إلى نتيجة، بل على العكس كادت الأمور أن تنزلق إلى حرب ثالثة، وهذه المرة ضد إيران بدعوى امتلاكها لبرنامج نووي عسكري، وهي الحجة نفسها إلى اعتمدت من قبل بوش وإداراته في غزو العراق، وتبين أن هذا البلد لم تكن لديه أسلحة دمار شامل.  

السيد الرئيس:

لقد فندت إيران، وغير ما مرة ادعاءات الإدارة الأمريكية على عهد بوش. وعليه، فإننا نرى أن الحوار الكفيل بفض الخلافات ضمانا لاستقرار العالم وتصحيحا للعلاقات بين الدول في عالم تتطلع فيه الإنسانية جمعاء إلى أن تسود الحكمة وينتصر العدل على العدوان وقانون الغاب.

السيد الرئيس:

إن السياسة التي سنها سلفكم بوش في السودان كانت سياسة خاطئة وظالمة، بل يراها البعض ذريعة لنوايا خفية تخص السيطرة على الثروات الطبيعية التي يزخر بها إقليم دارفور.

السيد الرئيس:

لقد كان التضخيم والتهويل هو المنهج المفضل عند سلفكم الرئيس بوش. نعم، لا أحد يجادل في وجود مشكلة بإقليم دارفور بالسودان، ولكن بالحكمة السياسية الخلاقة نسهم في حلها.

السيد الرئيس:

لقد سعت أطراف عربية وافريقية لإيجاد تسوية مشرفة للجميع بدارفور، ولكن كانت هناك جهات تتحرك بالاتجاه المعاكس. جهات لا تريد حل مشكلة دارفور، بل ولا ترى مصلحة لها في ذلك، وللأسف كانت سياسات سلفكم الرئيس بوش تغذي استراتيجية "عدم الحل السياسي" و"استمرار النزاع والتوتر".

السيد الرئيس:

لقد تكلم مفكرون ومثقفون أمريكيون جوابا عن سؤال: لماذا يكرهوننا؟ ولماذا الحرب؟، ولكنهم أخلفوا موعدهم مع السؤال الصحيح والجواب الصحيح. السؤال الصحيح هو: لماذا ندفع الآخرين لكراهيتنا؟.. هذا هو السؤال الصحيح. ولو شئنا التدقيق لقلنا إن السؤال الصحيح هو: هل سياستنا تزرع المحبة والسلام والإخاء والأمن أم تزرع الكراهية والفوضى وانعدام الأمن؟. إن السياسات الظالمة وغير العادلة وغير المنصفة، السيد الرئيس، لا تزرع وردا، بل تزرع شوكا وحقدا وكراهية، ولا يمكن أن نجني من زراعة الكراهية إلا الكراهية. حينما لا نكون عادلين ولا منصفين، نزرع الإحساس بالظلم، والإحساس بالظلم يزرع الحقد والكراهية. نعم، القضية هي قضية سياسة ظالمة وغير عادلة وغير منصفة انتهجها سلفكم الرئيس بوش، سياسة تتجاهل حقوق الشعوب وتحرق الأخضر واليابس وتمارس سياسة العقاب الجماعي وتبدأ بالحرب وتسقط من قاموسها المساعي والحلول المبنية على الحوار.

هذا هو ما نحتاج تغييره، السيد الرئيس أوباما. إن من يريد أن يفرض حقائقه ومعادلته بمنطق القوة قد ينجح لبعض الوقت، ولكنه في المقابل، وعلى المدى المتوسط والبعيد، يصنع مشاتل الكراهية والتطرف وردود الأفعال غير الموزونة. ليس هناك من طريق لتحقيق الأمن العالمي غير انتهاج سياسات عادلة ومنصفة.

السيد الرئيس:

لقد انحدرت صورة الولايات المتحدة الأمريكية في العالم في عهد سلفكم الرئيس بوش إلى درجة غير مسبوقة في التاريخ. ولم تتضرر صورة بلدكم عند البلدان العربية والإسلامية فحسب، بل تجاوزتها لتشمل دول الاتحاد الأوروبي وهو ما ترجمته استمزاجات الرأي المتعددة والتظاهرات الشعبية التي خرجت منددة بسياسات سلفكم في جل أنحاء العالم.

إن تصحيح صورة الولايات المتحدة الأمريكية ليست مسألة تسويق أو قضية إعلانات إشهارية نغري بها مستهلكين. المسألة مسألة سياسات، وتصحيح السياسات هو المدخل نحو تصحيح صورة الولايات المتحدة الأمريكية في العالم. نحن نعرف أن تصحيح السياسات ليست مهمة سهلة أمام مركب المصالح الاقتصادية ولوبيات المال والتجارة.. ونحن نعرف أن من يريد التغيير في الولايات المتحدة الأمريكية سيواجه صعوبات جمة، ولكن التاريخ يصنعه الرجال بتضحياتهم.

السيد الرئيس:

ثقوا أن الشعب الأمريكي معكم وأن العالم معكم مادمتم قد اخترتم شعار التغيير، واختيار التغيير هو اختيار الصعب، والصعب طريقه صبر وطول نفس وحكمة وحنكة. وأنتم كما قلتم، تدركون التحديات التي تواجهكم، ومع ذلك قررتم واخترتم وقلت قولتكم الشهيرة: "نعم.. نستطيع". فأنتم تستطيعون أن تصححوا ما أفسدته سياسات سلفكم الرئيس بوش. نعم، قد تحتاجون لبعض الوقت وقد تواجهكم مؤامرات، ولكن متى كان طريق التغيير سهلا ويسيرا؟، فكونوا، السيد الرئيس، في مستوى رهانات شعبكم وشعوب العالم.

رابعا ـ من أجل تعاقد مالي عالمي جديد مبني على الشفافية والتقنين:

سيرحل سلفكم الرئيس بوش عن البيت الأبيض تاركا وراءه "أسوأ أزمة مالية خلال قرن" كما قلتم. ولقد آن الأوان بنظرنا لصياغة عقد جديد للمالية العالمية، عقد مبني على الشفافية والتقنين. لا يجوز أن يستمر التدبير المالي العالمي طبقا لأوفاق ما بعد الحرب العالمية الثانية. هناك حاجة ماسة لتصيح الاختلالات البنيوية الكبرى، والبداية تعاقد مالي عالمي جديد مع مختلف فرقائكم من أجل تجنيب العالم كوارث أزمة اقتصادية حادة تزيد من محنة الفقراء والاقتصاديات العالمثالثية..

السيد الرئيس:

إن هذا التعاقد الجديد لن يغير من موقع الولايات المتحدة الأمريكية في العالم، فالتعاقد تفاهم، والتفاهم أخذ وعطاء. التفاهم مصلحة عالمية لا غالب فيه ولا مغلوب. وإن في انبثاق هذا التعاقد المالي العالمي الجديد ما سيعطي معنى للاقتصاديات العالمية وينعشها ويفتحها على آفاق واعدة.

خامسا ـ مراجعة وتصحيح السياسة الأمريكية في البيئة:

"الأرض في خطر".. هكذا تكلمتم السيد الرئيس، في أول تصريح لكم بعد انتخابكم رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية.

السيد الرئيس: إن المخاطر التي تتهدد الأرض والبيئة اليوم متنامية ومتعاظمة، فثقب الأوزون في تزايد، ومخاطر الاحتباس الحراري ومضاعفاته السلبية تتزايد، وما تنامي الاضطرابات المناخية التي تهز العالم في السنوات الأخيرة إلا أبرز مؤشر على تلك المخاطر. وعليه، فإن انخراط بلادكم الوازن، في المجهود الدولي من أجل بيئة سليمة تحفظ للأجيال المقبلة حقوقها في عالم نظيف وصحي، أضحى أمرا يفرض نفسه وذلك بالتوقيع على التزامات المجتمع الدولي فيما يخص حماية الأرض والبيئة.


سادسا ـ إصلاح الأمم المتحدة وإعادة الاعتبار لها وتفعيل دورها في تدبير النزاعات الدولية:

السيد الرئيس:

لقد كان من أبرز ما قام به سلفكم الرئيس بوش هو تعطيل دور الأمم المتحدة والاستفراد بالقرار لأن مقاربته قامت على استبعاد كل خيار غير الخيار العسكري للأسف. لقد صم أذنيه ولم يستمع حتى لأصدقائه وحلفائه الأوروبيين. وهكذا تعطلت الأمم المتحدة، وتم شن حروب مدمرة. من هنا، ضرورة التحرك لإعادة الاعتبار إلى المنتظم الدولي. وهذا غير كاف إذ لا بد من إصلاح الأمم المتحدة، وبخاصة مجلس الأمن من أجل تحقيق توازن عادل في أدائه وذلك بتأمين حضور معتبر وفاعل للدول العالمثالثية.

ونرى أنه لا بد من تجديد مفهوم الشرعية الدولية حتى لا تبقى مجرد غطاء لشن العدوان، ونقدر أن هناك ثلاثة مبادئ يمكن أن تعصمه من التوظيف السلبي وهي: الشراكة في القرار الدولي، وعدم التحيز فيه، والعدل والإنصاف.

ومن جانب آخر، يتعين الإعلاء من قيمة الحوار في النزاعات الدولية حتى تصبح تلك القيمة هي العنوان الآخر لمفهوم الشرعية الدولية.

السيد الرئيس

لقد تزايد الخوف في العالم وانتشرت الأنانية والكراهية وعمت الفوضى وافتقد السلام والأمن والاستقرار. وإن كوكبنا اليوم أحوج ما يكون إلى جهود كل ذوي الإرادات الصادقة من أجل انبثاق عالم قائم على الحوار والتشارك والاحترام، عالم محدود الفقر والهشاشة والتهميش، عالم يحترم فيه الإنسان وتصان فيه البيئة.

هذه هي التحديات أمامكم، السيد الرئيس، فهل نتكلم عن مستحيل؟. لقد قلتم أنكم تريدون التغيير. وأكدتم أنكم تستطيعون، ونتمنى صادقين أن تتوفقوا في تصحيح صورة الولايات المتحدة الأمريكية في العالم وأن تنجحوا في ترجمة شعار التغيير بما يخدم مصلحة شعوب  العالم قاطبة.

على أمل أن نتلقى ردكم، تفضلوا، السيد الرئيس، بقبول تحياتنا وتقديرنا.

وحرر بالسجن المدني بسلا

سلا – المغرب

في 06 نونبر 2008

الإمضاء: المعتقلون السياسيون:

·        محمد المرواني: أمين عام حزب الأمة

·        المصطفى المعتصم: أمين عام حزب البديل الحضاري

·        محمد الأمين الركالة: الناطق الرسمي باسم حزب البديل الحضاري

·        العبادلة ماء العينين: عضو المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية

·        حميد نجيبي: عضو بالحزب الاشتراكي الموحد

·        عبد الحفيظ السريتي: مراسل قناة المنار اللبنانية 

 

 

Read more...

About This Blog

  © Blogger template Joy by Ourblogtemplates.com 2008

Back to TOP